۵ آذر ۱۴۰۳ |۲۳ جمادی‌الاول ۱۴۴۶ | Nov 25, 2024
فرانسه

وكالة الحوزة - تعرض أكثر من ۲۱۶ ألف طفل لانتهاكات أو اعتداءات جنسية ارتكبها رجال دين كاثوليك في فرنسا بين ۱۹۵۰ و۲۰۲۰ على ما خلصت إليه لجنة تحقيق مستقلة نشرت نتائجها الثلاثاء.

وكالة أنباء الحوزة - وأوضح رئيس لجنة التحقيق جان-مارك سوفيه لدى عرضه التقرير أمام الصحافيين أن هذا العدد يصل إلى “۳۳۰ ألفا إذا ما أضفنا المعتدين العلمانيين العاملين في مؤسسات الكنيسة الكاثوليكية” من معلمين في مدارس كاثوليكية وعاملين في منظمات للشبيبة وغيرهم.

وكشف تقرير اللجنة أن أعمار الضحايا من الأطفال تتراوح بين ۸ و۱۳ سنة.

وقال سوفيه خلال عرض على الإنترنت للتقرير إن الانتهاكات كانت ممنهجة، مضيفا أن الكنيسة أبدت “لا مبالاة عميقة وتامة بل وقاسية طيلة سنوات” وفضّلت حماية نفسها على حماية الضحايا.

ومضى قائلا إن الكنيسة لم تكتف بعدم اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع الانتهاكات بل وغضت الطرف عنها بتقاعسها عن الإبلاغ، وفي بعض الأحيان تركت الأطفال في معيّة المنتهكين وهي على علم.

وشكّل اللجنة أساقفة كاثوليك في فرنسا في نهاية عام ۲۰۱۸ لإلقاء الضوء على الانتهاكات واستعادة ثقة الناس في وقت تتضاءل فيه أعداد الحضور في الكنائس.

وقال سوفيه إن المشكلة لا تزال قائمة. وأضاف أن الكنيسة أظهرت عدم اكتراث تام بالضحايا حتى القرن الحادي والعشرين، ولم تبدأ في تغيير موقفها حقا إلا في عام ۲۰۱۵-۲۰۱۶.

أعربت الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية عن شعورها بـ”العار والهول” بعد صدور التقرير الذي خلص إلى أن الانتهاكات الجنسية على الأطفال ظاهرة منتشرة في الكنيسة، طالبة “الصفح” من الضحايا.

وقال رئيس مجمع أساقفة فرنسا المنسنيور إريك دو مولان بوفور “أود في هذا اليوم أن أطلب منكم الصفح، أطلب الصفح من كل واحد وواحدة”.

وقبل سنوات شهد الرأي العام الفرنسي حالة سخط واسعة، جراء الكشف عن نقل توظيف الرهبان، ثبت تورطهم بالتحرش الجنسي بالأطفال إلى أفريقيا، بدلا من عزلهم ومحاسبتهم أمام القانون.

والكشف عن الانتهاكات في فرنسا هو أحدث هزة تعصف بالكنيسة الكاثوليكية بعد سلسلة فضائح مماثلة حول العالم خلال السنوات العشرين الماضية.

وتعاني الكنيسة الكاثوليكية منذ عقود من اتهامات مشابهة بحق عشرات آلاف الأطفال، في مناطق واسعة من العالم، بدءاً من تشيلي في القارة اللاتينية الجنوبية، وحتى أستراليا في أقصى الشرق.

وعبر الفاتيكان عن شعوره بـ”الخجل والأسف”، كلما تفجرت فضيحة. وكان السفير السابق للفاتيكان في واشنطن، وكبير الأساقفة، كارلو ماريا فيغانو، قد دعا البابا فرانسيس للاستقالة جراء تستره على حالات التحرش الجنسي بالأطفال ضمن حدود الكنائس، ما أدى إلى أخذ العالم الكاثوليكي لهذه النوع من التهم على محمل الجد.

ونشرت منظمة الأمم المتحدة، عام ۲۰۱۴، تقريرا حول حالات التحرش الجنسي بالأطفال في الكنيسة الكاثوليكية.

وجاء في التقرير، أن الفاتيكان يقوم بالتستر على قضايا التحرش الجنسي في الكنائس الكاثوليكية في الكثير من الدول حول العالم.

وحسب دراسة أجراها معهد جون جاي التابع لمؤتمر كبراء الأساقفة الكاثوليك في الولايات المتحدة، عام ۲۰۰۴، فقد تعرض ۱۰ آلاف و۶۶۷ طفلا للتحرش الجنسي من قِبل أكثر من ۴ آلاف راهب كاثوليكي، ما بين عامي (۱۹۵۰-۲۰۰۲).

وفي عام ۲۰۰۲، دوّت فضيحة تحرش كبرى في مدينة بوسطن، حين تم الإعلان عن قيام الراهب السابق جون غيوغهان بارتكاب جريمة التحرش الجنسي بحق أكثر من ۱۳۰ طفلا، ما بين عامي (۱۹۶۲-۱۹۹۵).

وحظي كاردينال المنطقة برنارد لاو بانتقادات لاذعة حينها لتستره على الراهب.

ومن جهة أخرى، تم إنتاج فيلم حول الحادثة تحت اسم “بقعة ضوء”.

ارسال التعليق

You are replying to: .
captcha